هل المصارف الإسلامية معنية بمعايير “بازل 3″؟
قد لا تكون المعايير المصرفية الجديدة لـ «بازل 3» ضرورية للمصارف الإسلامية التي لديها فائض هائل من السيولة، إنما يمكن لهذه المصارف أن تستفيد من هذه المعايير لتعزيز قوتها ومكانتها المالية ولإدارة السيولة إذ تعاني مصارف إسلامية كثيرة بحسب بعض الخبراء ضعفاً في إدارة سيولتها وقلّة في مجالات التوظيف المتاحة أمامها لاستثمار أموالها في الشكل الذي يمكن معه استرجاعها في زمن قصير كالأسواق المالية غير المتوافرة في الشكل الكافي للمصارف الإسلامية.
و لا تتعلق مشكلة المصارف الإسلامية مع معايير «بازل 3» بالأخطار لأن هذه المصارف لا تغامر كالمصارف التقليدية ولا تبيع ما لا تملك لأن الشريعة لا تسمح لها بذلك. قد تكمن المشكلة في إدارة السيولة التي توصي بها معايير بازل الجديدة التي قد تتلاءم مع المصارف التقليدية أكثر. فالمصارف الإسلامية تملك أصولاً سائلة يمكن أن تغطي بها النسبة المطلوبة كالصكوك الإسلامية مثلاً، لكن بشرط أن تلقى الاعتراف من لجنة بازل لطبيعة هذه الأصول المختلفة.
في الإجمال واحتراماً للقوانين الدولية، وعلى رغم أن المصارف الإسلامية لم تتأثر بتداعيات الأزمة المالية العالمية، قد تتقيد المصارف الإسلامية بالمعايير الدولية الجديدة كي تكون لها صدقية عــلى المستوى العالمي. واعتبرت وكالة التصنيف المالي العالمية «ستاندارد أند بورز» وفي تقديرها الأخير اعتبرت أنه في إمكان المصارف الإسلامية من خلال اعتمادها معايير بازل الجديدة أن تقوي من وضع الموازنات العمومية لديها وأن تشعل فتيل تغيرات أساسية في نماذج أعمالها وتسعير منتجاتها.
وفي ما يخص مصارف التجزئة الإسلامية الصغيرة المموّلة من الودائع، ستجد هذه المصارف أن الالتزام بالمتطلبات المتشددة بخصوص السيولة ورأس المال في إطار «بازل 3» هو أهون عليها من المصارف الكبيرة المموّلة من سوق الجملة. ولم تستبعد «ستاندارد أند بورز» أن تعوّق بعض الافتراضات المتعلقة بـ «بازل 3» وفي صورة حادة سوق القروض بين المصارف الإسلامية إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التحديّات في ما يتعلق بإدارة السيولة في هذه المصارف.
أخبارك.