خبراء يدعون الى تبني الصيرفة الإسلامية في الجزائر
نادى خبراء وبرلمانيون في الجزائر الى تبني الصيرفة الإسلامية لتجاوز آثار فشل الحكومة في إحتواء الأموال المتداولة خارج البنوك في إطار ما يعرف ببرنامج “الإمتثال الضريبي”. ويُنظر الى الصيرفة الإسلامية باعتبارها السبيل الأنجع لتشجيع الجزائريين على إسثمار أصولهم وأموالهم من خلال الصكوك الإسلامية المتوافقة مع الشريعة.
ويواجه الاقتصاد الجزائري هشاشة غير مسبوقة نتيجة تراجع موارد الخزينة العمومية بسبب تبعة انهيار أسعار النفط. وألقت المعارضة وخبراء ماليون باللوم على مدير البنك المركزي محمد لكصاصي, حبث حملوه مسؤولية التراجع الكبير في احتياطات الصرف، مؤكدين أن السياسة المالية التي انتهجها لم تجد نفعا بل على العكس زادت من تفاقم الوضعية.
ويرى العديدون أن مسؤولي بنك الجزائر المركزي كانوا وراء تفاقم الأزمة المالية التي تعيشها الجزائر حاليا، وذلك بسبب فشلهم في تسيير المال العام، هذا فضلا على كون السياسة النقدية المنتهجة كانت بعيدة عن عقيدة الجزائريين, خاصة ما يتعلق منها باستبعاد المصرفية الإسلامية و عدم إعطائها الفرصة كاملة لثتبت نفسها, مما نتج عنه في الأخير هشاشة الوضعية المالية في الجزائر.
وقد دفع تركيز الجزائريين على إعتماد الأموال النقدية – كاش – في تعاملاتهم, وتجنبهم للتعاملات البنكية الربوية المحرمة, إلى طرح خبراء و مختصين ضرورة تبني الصيرفة الإسلامية التي تمكنت من إثبات جدارتها في العديد من بلدان العالم, متسائلين في الوقت نفسه عن سبب عدم إلتفات الحكومة الى تجارب الدول الأخرى في ما يخص مجال الصكوك الإسلامية المبنية على التعاملات الإسلامية, مشيرين الى وجود لوبي يقف أمام إعتماد و تطور الصيرفة الإسلامية في الجزائر.
ودافع خبراء عن تبني المصرفية الإسلامية باعتبارها ستعمل على تشجع الأفراد و الشركات على إستثمار أموالهم من خلال أدوات الإستثمار الإسلامية كالصكوك, مما سيكون له أثر إيجابي على الإقتصاد الوطني.
ودعا الخبراء الى إعادة الاعتبار الى المصرفية الإسلامية والعمل على تبني أدواتها التمويلية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية, حتى تصبح الجزائر مركز جذب مالي و قطبا عربيا ومغاربيا ماليا بامتياز.
يشار الى أن عدة إستطلاعات سابقة قد كشفت ميل شريحة كبيرة من المواطنين في الجزائر الى المعاملات المالية الإسلامية, وتفضيلها على المعاملات المالية التقليدية حتى و إن كانت أكثر تكلفة. وتعرف بلدان المغرب العربي وخاصة منها المغرب و تونس حراكا تشريعيا و قانونيا من أجل تبني الصيرفة الإسلامية.
إقرأ أيضا…
■ الطريق إلى البنك الإسلامي..
■ الملتقى الرابع حول الصيرفة الإسلامية بالجزائر.
■ الصيرفة الإسلامية في الجزائر.
■ مكانة الأدوات المالية الإسلامية في النظام المصرفي الجزائري.