أكد الشاذلي العياري, محافظ البنك المركزي, أنه سيتم لأول مرة تقنين الصيرفة المالية الإسلامية بتونس، مشيرا في هذا الصدد أنه سيتم عرض القانون في جلسة عامة في مجلس نواب الشعب في الأيام القليلة المقبلة.

وأشار العياري الى أن الصيرفة الإسلامية بتونس ستقنن في قانون وضعي من خلال إدراج فصل كامل عن البنوك الإسلامية ضمن القانون الجديد للبنوك في تونس, مؤكدا الى أنه سيتم مناقشة القانون المذكور في إجتماع مصغر ثم سيتم عرضه بعد ذلك على مجلس الوزراء, و من ثم على مجلس نواب الشعب.

تصريحات محافظ البنك المركزي التونسي, جاءت على هامش تنظيم مصرف الزيتونة لملتقى حول النماذج الحديثة في إصدار الصكوك الإسلامية. و شهد الملتقى مشاركة الفاعلين الرئيسيين في قطاع المال و الإقتصاد بتونس, من قبيل السيد صالح الصايل رئيس هيئة السوق المالية، السيد الشاذلي العياري محافظ البنك المركزي، السيد جلّول عيّاد وزير المالية السابق، إضافة الى مملين عن السلطات المشرفة والعديد من الشخصيات.

 يُذكر أن مصرف الزيتونة قد قام بإصدار أول ورقة مالية إسلامية في السوق المالية التونسية, حيث استطاعت تحقيق حصيلة بلغت 45 مليون دينار, متجاوزة مبلغ 40 مليون دينار المستهدف. وشكل نجاح هذا الإصدار مؤشرا على ثقة المستثمرين في مصرف الزيتونة, وتتويجا لمجهود فريق عمل البنك التونسي.

وتتميز شهادات الزيتونة بكونها أداة مالية داعمة لرأس المال تعزز نمو المصرف, كما تمكنت من جذب نخبة من المستثمرين من بنوك وشركات تأمين وصناديق استثمار وغيرها كونها تتمتع بعائد متوقع في حدود 8%.

ويرى د. عزالدين خوجة, الرئيس المدير العام لمصرف الزيتونة  أن البنك مستمر في تحقيق نجاحاته، وهو يستعد للسنوات الخمس القادمة من خلال وضع خطة إستراتيجية ومخطط أعمال جديدين, في أفق أن يصبح مصرف الزيتونة البنك المرجعي في تونس, والبنك الإسلامي الأول الرائد في إفريقيا, مشيرا الى أن هذه الإستراتيجية تتطلب موارد مالية قارة إضافية لتحقيق نمو متوازن واحترام مؤشرات الملاءة المالية.

و اعتبر د. خوجة أنه في ظل غياب النصوص التطبيقية لقانون الصكوك, لجأ مصرف الزيتونة للبحث عن الأوراق المالية المناسبة المتاحة في الإطار القانوني الحالي، والعمل على هيكلتها بما يتوافق مع ضوابط وأحكام المالية الإسلامية, مؤكدا أنه بفضل الجهود الداخلية لفريق العمل بالمصرف, تم تصميم شهادات الزيتونة كأول ورقة مالية يتم إصدارها في تونس تقوم على أساس سندات المساهمة مقبولة ومعتمدة من الهيئة الشرعية للمصرف..

من جهة أخرى يرغب مصرف الزيتونة أيضا في تسريع عملية إعطاء الأولوية لإصدار الصكوك السيادية من قبل الدولة التونسية حيث أشار د. خوجة الى أنه إضافة إلى الصكوك الخاصة، يسعى مصرف الزيتونة لتطوير آليات جديدة للصكوك السيادية، حيث أنه وفي إطار الشراكة الإستراتيجية مع البنك الإسلامي للتنمية, يعتزم مصرف الزيتونة طرح منتج جديد تم تطويره مع البنك الإسلامي للتنمية بالتعاون مع عدد من الخبراء والمختصين في الجوانب المالية و القانونية و الشرعية في مجال الصكوك. ويتميز هذا النموذج الجديد للصكوك بتفادي الإشكالات الكبيرة التي تترتب على بيع أصول سيادية حيث أنها لا تحتاج أصلا لوجود مثل هذه الأصول، كما أنها تمكن من الاستناد إلى عدة صيغ تمويلية تتناسب مع المالية الإسلامية وتقوم على أساس هيكلة تسمح بالقيام بإصدارات متعدّدة منتظمة حسب الاحتياطات التمويلية للحكومة.

من الجدير بالذكر أن مصرف الزيتونة التونسي هو مصرف تجاري إسلامي مختص في الصيرفة الإسلامية، تأسس عام 2009 وفتح أبوابه في عام 2010. ويعتبر البنك أول بنك إيداع تونسي يعتمد المصرفية الإسلامية. ;يوفر مصرف الزيتونة سلسلة متكاملة من المنتجات والخدمات المتوافقة مع مبادئ الصيرفة الإسلامية مثل المرابحة, والمضاربة, والمشاركة, والإستصناع .. وذلك للإستجابة لمتطلبات عملائه من الأفراد و الشركات.

إقرأ أيضا …

[box type=”shadow” align=”aligncenter” class=”” width=””]

■ البنوك الإسلامية في المغرب العربي: الواقع و التحديات
■ البنوك الإسلامية بتونس تنتظر وافدا جديدا.
■ بنك الأمان التونسي يخطو نحو الصيرفة الاسلامية.
■ تونس تؤكد عزمها إصدار صكوك إسلامية بقيمة 500 مليون دولار.

[/box]