مسقط تحتضن ندوة المعرفة للصيرفة الإسلامية
نظم بنك نزوى تحت رعاية الرئيس التنفيذي لبنك عمان المركزي, السيد حمود بن سنغور الزدجالي, المنتدى الثاني للصيرفة الإسلامية, و ذلك في فندق كراون بلازا مسقط.
و عرفت المناسبة حضور ما يزيد عن 150 ممثلا عن القطاع الحكومي و العام, حيث يشكل المنتدى منصة لصناع القرار و خبراء القطاع لمناقشة التحديات و الفرص الكامنة في الصيرفة الإسلامية خاصة في ظل الظرفية الراهنة التي تعرف إنهيار أسعار النفط.
الدكتور جميل الجارودي, الرئيس التنفيذي لبنك نزوى, سلط الضوء على النمو الذي يعرفه التمويل الإسلامي على الصعيد العالمي, مؤكدا على أهمية التعاون بين المؤسسات العامة و الخاصة في مختلف القطاعات من أجل الوصول الى نتائج ملموسة. و عبر الجارودي عن إلتزام بنك نزوى من خلال تنضيمه لهذه الفعالية, بقيادة الصناعة المصرفية الإسلامية حتى تصل الى أعلى المستويات.
و كشف حمود بن سنجور خلال إلقائه الكلمة الرئيسية للمنتدى, أن القطاع البنكي في عمان يسير في الطريق الصحيح من خلال ما يُظهره من مؤشرات مالية قوية من جهة جودة الأصول, و تغطية المخصصات, إضافة الى كفاية رأس المال و الربحية.
و أضاف بن سنجور بأن الهدف الأساسي للسياسة المالية لبنك عمان المركزي, هو تدعيم إستقرار النظام المالي مع الحفاظ على معدلات السيولة. و هذا ما إنعكس إيجابا على الطلب المحلي في القطاع البنكي, حيث أنه في الفترة ما بين سبتمبر 2014 الى سبتمبر من العام الجاري, حقق القطاع البنكي نموا بنسبة 16.4% من مجموع الأصول لتصل الى 29.6 مليار ريال عماني.
و لفت بن سنغور الى أن الصيرفة الإسلامية في عمان نجحت في إستقطاب حصة مهمة من السوق المحلية نظرا لوجود طلب على المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية سواء في الودائع أو التمويل. و هكذا فقد سجل نهاية شهر سبتمبر من العام 2015 إرتفاعا في حصة الصيرفة الإسلامية بنسبة 6.5% من مجموع أصول القطاع البنكي في عمان.
و كشف الدكتور جميل الجارودي أن حجم الأصول المتداولة عالميا من طرف الصناعة المصرفية الإسلامية عالميا قد وصل الى ما يقارب 2 تريليون دولار, متوقعا أن يساهم هذا النمو في تسريع وتيرة التوسع العالمي للقطاع لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات و الخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية. و هكذا جاء تنظيم بنك نزوى لهذه التظاهرة الإقتصادية للسنة الثانية على التوالي, لكي تسلط الضوء على أبرز التحديات الملحة التي تُلقي بظلالها على المشهد الإقتصادي الحالي, إضافة الى استكشاف الفرص و إستلهام أفكار جديدة من شأنها أن تفيد هذه الصناعة المزدهرة.
و يرى د. الجارودي أنه ” بالتطلع الى الامام, فإنه يبقى من واجبنا المساهمة في تنويع الإقتصاد العماني, و تطوير الجهود بالتعاون مع مختلف الفاعلين من أجل تمكين السلطنة من تحقيق رؤيتها بأن تصبح إقتصادا قائما على المعرفة. بالتالي فإن هذا المنتدى يوفر لنا بوابة للحوار المتجدر برغبتنا في تحقيق هذه الرؤية و قيادة الصناعة المصرفية الإسلامية”.
و اشتمل المنتدى المنظم هذا العام على حلقتي نقاش تفاعلية, الأولى تحت عنوان ” التطلعات الإقتصادية في سياق المنطقة”, أدارها د. حاتم الشنفري, عضو مجلس حكام البنك المركزي العماني, حبث تناول فيها موضوع الطاقة عالميا، و التوقعات الاقتصادية في الخليج بشكل عام و السلطنة بشكل خاص. أما الحلقة الثانية فأدارها محمد سجاري من إدارة الإلتزام بالشريعة في بنك نزوى, و تناولت ” تحديات و آفاق التمويل الإسلامي في عمان”. و عرفت الحلقتان مشاركة شخصيات بارزة و ذات خبرة واسعة في قطاع الصيرفة الإسلامية, ساهمت في إغناء النقاش و البحث عن الحلول للتحديات و الإشكالات التي تواجه القطاع محليا و عالميا.