ضابط العقيدة
إن الإيمان هو عقيدة حية تملأ القلب وتعمره، من آثاره أن يكون الله ورسوله أحب إلى المرء من كل شيء ويظهر ذلك في أقواله وتصرفاته وأخلاقه.
فإن كان ثمةَ شيء أحب إلى المرء من الله ورسوله فإيمانه فيه خلل، لقوله تعالى: «قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَ أَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَاُنكُمْ وَ أَزْوَاجُكُمْ وَ عَشِرَُتكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفُْتمُوهَا وَ تِجَارَةٌ تخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَ مَسَاكِنُ ترْضَوْنهََا أَحَبَّ إِليَْكُم مِّنَ الله وَ رَسُولِهِ وَ جِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ وَ اللّهُ لاَ يَهْدِي القَْوْمَ الفَْاسِقِينَ». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وأهله والناس أجمعن”.
وثمرة هذه العقيدة السليمة قوة دافعة تتحكم بسلوك الإنسان نحو الخير، كجهاد النفس و مغالبة الهوى والجهاد لإعلاء كلمة الله ومنع الظلم والفساد في الأرض, وإماطة الأذى عن الطريق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وآثار ذلك يتجلى بما يلي:
1. التحرر من التبعية للغير.
2. العمر هبة الله فلا ينقصه إقدام ولا يزيده إحجام.
3. الرزق هبة الله فلا يعجله حرص ولا يرده كاره.
4. بإطمئنان القلب يشعر الإنسان بحلاوة اليقين فلا يجزع ولا ييأس.
5. يرتقي الإيمان بالإنسان فيرى الخير والسعادة في النزاهة والشرف والقيم الصالحة, فيرغب به لنفسه ولأمته وللناس أجميعن.
6. إن خلافة الإنسان على الأرض مقيدة بتعاليم الخالق لأن فيها مصلحته.
7. الملكية هي من آثار الاستخلاف، فالملكية الفردية في إطارها الشرعي مصانة، وإرادة الإنسان مصانة أيضا فلا يؤخذ منه شيء إلا بإذنه، باستثناء ما تعارض مع مصلحة عامة وينحصر ذلك في الحالات التالية:
– إجبار المحتكر على البيع بثمن المثل.
– إجبار المدين الموسر على الوفاء بما عليه من دين.
– نزع الملكية للمنعفة العامة بشروطها.
– حق الشفعة.
8. الحياة الطيبة يُعجل الله بها للمؤمنين في الدنيا قبل الآخرة, قال تعالى: «و قيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة و لدار الآخرة خير و لنعم دار المتقين», و قال سبحانه و تعالى: «من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون».