بريطانيا تشجع القروض الإسلامية
علمت بي بي سي أن وزارة المالية وبنك إنجلترا يتخذان خطوات لتشجيع القروض والاستثمارات والحسابات الجارية الإسلامية في بريطانيا.
ومع ازدياد عدد المسلمين البريطانيين، يحجم الكثيرون عن شراء المنازل، بسبب تحريم الإسلام لاقتراض أو إقرض الأموال ودفع فائدة عليها.
وتستعد ثلاثة بنوك كبرى على الأقل لتقديم قروض خاصة لشراء المنازل، تتغلب على تلك المشكلة عن طريق تجنب الحصول على فوائد. لكنها بحاجة لأن تغير وزارة المالية القوانين حتى يمكنها المضي قدما في خططهم.
مأزق
في ناد اجتماعي في وسط لندن يجتمع المسلمون البريطانيون الناجحون في أعمالهم والذين يرغبون في الاستمتاع بثمرة تعبهم دون التخلي عن عقيدتهم.
هنا لا تباع الكحوليات كما أن الطعام حلال والتسلية بريئة، لكن عندما يأتي الأمر للأموال يجد المسلمون البريطانيون أنفسهم في مأزق دائم, فبموجب الشريعة الإسلامية لا يمكنهم إقراض أو اقتراض أموال بفائدة. وعليك إما أن تنتهك الشرائع أو تحجم عن الحصول على قرض.
وقال أحد المسلمين البريطانيين: “إذا اتبعت الشريعة الإسلامية، فيجب ألا تدفع فائدة أو تحصل عليها. لكن الحياة في مجتمع غربي تجعل من المستحيل تقريبا أن تتجنب هذا.” وعلق آخر قائلا: “إنه شر لا بد منه.”
سوق كبير
وتظهر أبحاث السوق أن عدد المسلمين البريطانيين الأغنياء في تزايد. وتحاول البنوك البريطانية، بقيادة بنك إتش أس بي سي، تصميم قروض لهؤلاء المسلمين يتجنبون معها دفع الفوائد.
أفتاب صديقي, يرأس شركة “أي هيلال” المصرفية ومقرها دبي والتي تساعد البنوك على تقديم قروض لشراء المنازل تتفق مع الشريعة الإسلامية.
ويقول صديقي: “إنها مشكلة، لأنهم يملكون الموارد التي تتيح لهم الحصول على قروض جيدة لكنهم لا يتقدمون للحصول عليها لأنها لا تتفق مع معتقداتهم الدينية الإسلامية. وهذا يسبب لهم مشكلة لأنهم لا يزالوا يعيشون في منازل مؤجرة.”
كيف تعمل القروض؟
وبموجب القروض الإسلامية، قد يدفع البنك 90 في المئة مثلا من سعر المنزل في حين يدفع المشتري 10 في المئة.
في هذه الحالة لن يقترض المشتري من البنك لكنه سيدفع إيجارا، يذهب بعضه إلى البنك مباشرة. أما الباقي فسيذهب لشراء نصيب البنك من المنزل تدريجيا.
وتتفق هذه القروض مع الشريعة كما يقول المفكر الإسلامي الدكتور زكي بدوي من المدرسة الإسلامية بإيلينج في غرب لندن.
وقال: “ربما يتساءل البعض: هذه الطريقة تماثل الطريقة التي تتعامل بها البنوك الأخرى، إلا أن هناك اختلاف مهم. إذا فشل المشتري في الدفع، سيقوم البنك بعرض المنزل للبيع. لكن، إن كان البنك إسلاميا يقرض مسلما ويشاركه في المنزل فلن يبيع المنزل بالطريقة التقليدية الآن بعرضه في مزاد وبيعه لأول عرض.”
هل سيكون لها شعبية؟
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن حول هذه الخدمات المالية الجديدة هو هل سيكون لها شعبية بين المسلمين العاديين؟
عامر العلي الذي يدير مطعما للوجبات السريعة الحلال في غرب لندن، يشكك في القروض الإسلامية. ويقول: “في أوروبا سواء إنجلترا أو فرنسا أو أي مكان آخر، عليك أن تتعامل مع كل هذه الأشياء بنفس الطريقة التي يتعامل بها الآخرون.”
لكن القروض الإسلامية ستقتصر في الوقت الراهن على المسلمين الأغنياء. وسيدفع البنك ضريبة عقارات على المنزل لأنه يشتري المنزل قبل المشتري نفسه. واجتمع سير إدوارد جورج محافظ بنك إنجلترا مع مصرفيين إسلاميين ومسؤولين من وزارة المالية وشكل فريق عمل لمحاولة تجنب دفع الضريبة. وهناك آمال بأن تصبح القروض الإسلامية الميسرة واقعا بحلول العام القادم.
بي بي سي أونلاين