الكتاني: فرق جذري بين البنوك الإسلامية و التقليدية
أكد الخبير في الصيرفة الاسلامية, عمر الكتاني وجود إختلاف جذري بين البنوك الإسلامية و البنوك التقليدية, مشددا على دورها التنموي القائم على الإستثمار من أجل خدمة المجتمع.
و جاء تصريح الكتاني ردا على تصريحات سابقة لوالي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، دعا فيها إلى إبعاد الدين عن المقاش الدائر حول البنوك التشاركية (الأبناك الإسلامية)، مشيرا الى أن هدف هذه الأبناك هو تحقيق الربح و البيزنس، لهذا جاءت تسميتها بالبنوك التشاركية عوضا عن التسمية الشائعة ” البنوك الإسلامية “.
و يرى الكتاني أن البنوك الإسلامية تختلف جذريا عن البنوك التقليدية، لأن الأصل في البنوك الإسلامية أن تكون معاملاتها ذات طابع استثماري واجتماعي، بحيث أنها تلعب دورا تنمويا في المجتمع من خلال الإستثمار.
و أضاف الكتاني أنه رغم التشابه بين البنوك القليدية و المصارف الإسلامية، من الناحية التقنية وفي الممارسة التجارية،إلا أن البنوك الإسلامية تتميز بكونها لا تستغل ودائع المجتمع بحثا عن مصلحتها. و طالب الكتاني بضرورة أن يقتنع مخططو التوجهات المالية للدولة, بالدور التنموي الذي يميز المصارف الإسلامية, و ذلك حتى تستطيع هذه الأخيرة الاشتغال وفق الضوابط الشرعية التي تأسست عليها.
الكتاني أضاف: “لا نريد أن تكون البنوك الإسلامية صورة طبق الأصل من البنوك التقليدية، بل بنوكا لتمويل المقاولات الصغرى والمتوسطة، على أنْ يخصص جزء من ودائع الزبناء للتمويل المصغر”، أما في ما يخص توجه بنك المغرب المركزي الى الوقوف على مسافة واحدةٍ من المؤسسات المالية، سواء التقليدية أو التشاركية، قال الكتاني إن الدولة لا يجب أن تكون محايدة، إذا كانت راغبة في أنْ تلعب الأبناك الإسلامية دورها كمؤسسات للاستثمار والتنمية، “لأن اللوبي البنكي التقليدي أقوى من الدولة”، حسب قول المتحدث دائما.
و لفت الكتاني إلى أن إكتفاء المصارف الإسلامية بالمعاملات التجارية الصغيرة مثل شراء السلع الاستهلاكية وإعادة بيعها بدل الاشتغال بالاستثمار والتنمية، فإن ذلك سيجعلها أقرب إلى البنوك التجارية، بل إنها لن تكون بنوكا إسلامية إذا ابتعدت عن تنمية المجتمع.
و ردا على شكوى الزبائن من ارتفاع نسبة الفوائد المطبقة من طرف البنوك الإسلامية، أجاب الكتاني أن من حق هذه الأبناك أن تسعى إلى تحقيق الأرباح، “و لكنها أرباح فردية ومجتمعية في آن واحد، كونها لا تتعامل بعقلية التاجر، الذي لا يهمه سوى ما سيربحه هو”، مشددا على أنه لا يجب أن تكون نسبة هذه الفوائد المطبقة, أعلى من النسبة المعمول بها في البنوك التقليدية، “وإذا ما لاحظ المواطن أن تكلفة المعاملات أغلى، فعليه أن يعرف أن المؤسسة التي يتعامل معها ليست إسلامية، لأن الإسلام ليس شعارا، بل هو معاملة، قوامها منفعة الآخر، وإذا لم تنفع هذه المصارف المجتمع فهي ليست إسلامية”، يقول الكتاني.
و يأتي هذا النقاش الدائر حول البنوك الإسلامية بالمغرب, في وقت يستعد فيه المواطنون لإنطلاق العمل بهذه البنوك في الربع الأول من العام الجاري حسب ما صرح به سابقا والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري.
عن هسبريس بتصرف.
[box type=”shadow” align=”aligncenter” class=”” width=””]أخبار ذات صلة :
■ 98% من المغاربة مهتمون بمنتجات البنوك الإسلامية.
■ بنك قطر الإسلامي يقدم طلبا لإنشاء مصرف إسلامي في المغرب.
■ الجواهري يعلن إقتراب ساعة الصفر لإطلاق البنوك الإسلامية.
■ العام 2016 بداية عمل الأبناك الاسلامية في المغرب.[/box]