شهدت حدة المنافسة إرتفاعا بين البنوك الاسلامية العاملة في السوق المحلية فى الآونة الأخيرة، فى ظل حرص كل بنك على زيادة حصصه السوقية ،و الرفع من حجم الأعمال لضمان أداء تنافسي مع البنوك التقليدية .

و كشف رئيس الجمعية المصرية للتمويل الاسلامي الدكتور محمد البلتاجى، عن إرتفاع عدد عملاء البنوك المتعاملين مع قطاعات المعاملات الإسلامية و البنوك الإسلامية في مصر, إلى 3 ملايين عميل، يستخدمون حوالي 212 فرع تمثل فقط فروع المعاملات الإسلامية في القطاع .

و في الصدارة يأتي بنك أبوظبي الإسلامي و ذلك من حيث الفروع بأكثر من سبعين فرعا, يليه بنك مصر بـ 34 فرع ثم بنك فيصل الإسلامي بـ 31 فرع. في حين بلغ حجم الصيرفة الإسلامية من إجمالى المعاملات البنكية نحو 8.9% ،و ثمة توقعات بوصوله إلى 15% خلال الخمس سنوات المقبلة في حالة تحقيق معدلات نمو مستمرة كما حدث في السنوات السابقة .

و عرفت الفترة الأخيرة تحركات ايجابية من جانب البنوك الاسلامية فى مصر، حيث تحركت البنوك  على مختلف المستويات، و حرصت على تقديم خدمات متنوعة ،سواء عمليات تجزئة أو ضخ التمويلات للمشروعات، أو تقديم خدمات لصالح الحكومة، وكذا التوسع فى فتح فروع جديدة.

و حرصت البنوك الاسلامية في مصر على تعزيز محافظها الاستثمارية، وجاء على رأس البنوك التى إهتمت بهذا الاتجاه بنك البركة – مصر، الذى أكد مصدر مسؤول به أنه يعتزم زيادة  المساهمة فى رؤوس أموال الشركات التى تهدف لتحقيق التنمية فى مصر. و تبلغ قيمة إجمالي مساهمات البنك فى مصر 500 مليون جنيه منها شركات تأجير تمويلي وتأمين إسلامي.

و يستهدف البنك تحقيق نمو بـ 20% فى إجمالي بنود الميزانية، و يسعى لضخ نحو 3 مليار جنيه جديدة فى قطاع التجزئة المصرفية، ويأتى ذلك استمرارا لحرص البنك على تنمية حجم أعماله حيث  بلغت قيمة التمويلات الخاصة به  14 مليار جنيه بنهاية ديسمبر الماضي، كما بلغت الودائع 25 مليار جنيه نهاية نفس الفترة.

و بالانتقال إلى الخدمات الحكومية ،و حرص البنوك العاملة طبقا للشرعية على تأدية هذه الخدمات، فقد برز دور البنك المتحد بقوة فى هذا الاتجاه، حيث أعلن البنك أن حصيلة تطبيق برامج المدفوعات الإلكترونية للضرائب والجمارك خلال الربع الاول من العام الحالي 2015 قد تجاوزت 50% من إجمالي مبالغ التحصيلات عن نفس الفترة من العام الماضي 2014 بتفوق ملحوظ لفروع الصعيد.

و ارتفعت النسبة نتيجة الإمكانات العالية والمتميزة لتطبيقات برامج المدفوعات الإلكترونية. مما دعا البنك المتحد إلي عدم الاكتفاء بتقديم هذه الخدمة من خلال الفروع فقط، بل و أدخل خدمة السداد الفوري لجميع المستحقات الحكومية من مقر عمل العميل نفسه. ويهدف البنك إلي تفعيل الخدمة طوال أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة تجنيبا لعناء الذهاب إلي مقر البنك أو مأموريات الضرائب أو السفر إلي المنافذ الجمركية بالموانئ و المطارات، الأمر الذي يوفر الوقت و الجهد و النفقات.

و قد تم تصنيف البنك المتحد ضمن أفضل أربعة بنوك مؤدية للخدمة طبقا للتقارير الصادرة من شركة e-finance خلال العام الماضي 2014.

و لم يقتصر نشاط البنوك الاسلامية في مصر على زيادة الاستثمارات، وتقديم الخدمات لصالح الحكومة ،بل أيضا اتسع ليشمل ضخ وترتيب قروض بالمليارات لصالح المشروعات الوطنية الكبيرة، وقد قاد ذلك الاتجاه بنك ابو ظبى الاسلامى – مصر، حيث قام بترتيب وتوقيع عقد تمويل بقيمة 1.6 مليار جنيه، مع الشركة القابضة لكهرباء مصر، بغرض مقابلة جانب من الاحتياجات المالية للخطة العاجلة لبناء عدد من محطات الكهرباء، لاستيعاب زيادة الأحمال خلال شهور صيف 2015.

و يلعب بنك أبو ظبي الإسلامي دور المرتب الرئيسي والمنسق العام للتمويل، فيما شاركت سبعة بنوك فى تغطية السيولة المطلوبة, و هي مصر، و الشركة المصرفية، و التنمية و العمال، و الائتمان الزراعي، و البنك المتحد، و مصر إيران، و المؤسسة المصرفية ABC ،وقد تم منح التمويل بأجل زمني قدره أربع سنوات، منها عام فترة سماح.