أهداف البنوك الإسلامية
يسعى البنك الإسلامي الى تحقيق مجموعة من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية وفق مبادئ الشريعة الإسلامية,فهدف البنوك الاسلامية ليس فقط السعي وراء الربح و انما أيضا تحقيق المنهج الاسلامي في المعاملات للمساهمة في التنمية الشاملة للمجتمع.
تسعى المصارف الإسلامية القائمة في الواقع إلى تحقيق أمرين اثنين:
الأول منهما خاص يتعلق بالمصرف الإسلامي بوصفه وحدة اقتصادية توظف فيها أموال المسهمين وأموال المودعين بهدف تعظيمها وتنميتها. و يتم ذلك من خلال:
1- تحقيق الربح: حيث تسعى البنوك الاسلامية كأي مؤسسة اقتصادية إلى تحقيق ربح مناسب و مشروع، نتيجة لممارستها النشاط المصرفي, و ذلك حتى تستطيع المنافسة و الاستمرارفي السوق المصرفية،و ليكون دليلا على نجاح العمل المصرفي الإسلامي, مراعية في ذلك عدم المغالاة أو إلحاق ضرر بالأطراف ذات الصلة بعملها. فضلا عن ذلك فإن تحقيق الربح هو من أهم الأهداف قاطبة و بدونه لا تستطيع البنوك الاسلامية الاستمرار أو البقاء, بل لن تحقق حتى أهدافها الأخرى. و لا يهم هذا الربح المساهمين فقط بل يتعداه الى المودعين أيضا لأنهم يشاركون بأموالهم على أساس تقاسم العوائد, مما يعود بالرفاهية على المجتمع كافة.
2- جذب الودائع وتنمیتھا: يعد هذا الهدف من أهم أهداف البنوك الاسلامية حيث يمثل الشق الأول من عملية الوساطة المالية. و ترجع أهمية هذا الهدف إلي أنه يعد تطبيقا للقاعدة الشرعية و الأمر الإلهي بعدم تعطيل الأموال و استثمارها بما يعود بالأرباح على المجتمع الإسلامي وأفراده. و يمثل استثمار الأموال الشق الثاني من عملية الوساطة المالية، و هو الهدف الأساسي للبنوك الاسلامية حيث تعد الاستثمارات ركيزة عمل المصارف الإسلامية، و المصدر الرئيسي لتحقيق الأرباح سواء للمودعين أوالمساهمين. و توجد العديد من صيغ الاستثمار الشرعية التي يمكن استخدامها في البنوك الاسلامية لاستثمار أموال المساهمين و المودعين، على أن يأخذ البنك الاسلامي في عين الاعتبار عند استثماره للأموال المتاحة تحقيق التنمية الاجتماعية .
3- السعي الى العمل في مناخ يتسم بالأمان و البعد عن المخاطر من خلال اتباع سياسة التنويع في توضيفات البنك الاسلامي على أساس اختيار المشاريع الاستثمارية التي تتناسب مع درجة مخاطرة مقبولة.
4- تحقيق النمو من الأهداف الهامة أيضا للبنك الاسلامي, و يقصد به نمو موارد البنك الاسلامي.
5- تقديم الخدمات المصرفية بجودة عالية للعملاء، و قدرته على جذب العديد منهم، وتقديم الخدمات المصرفية المتميزة لهم في إطار أحكام الشريعة الإسلامية.
6-تنمیة الموارد البشریة: تعد الموارد البشرية العنصر الرئيسي لعملية تحقيق الأرباح في المصارف بصفة عامة، حيث أن الأموال لا تدر عائدا بنفسها دون استثمار، و حتى يحقق المصرف الإسلامي ذلك لا بد من توافر العنصر البشري القادر عل استثمار هذه الأموال، و لا بد كذلك أن تتوافر لديه الخبرة المصرفية، و لا يتأتى ذلك إلا من خلال العمل على تنمية مهارات العنصر البشري في المصارف الاسلامية عن طريق التدريب للوصول إلى أفضل مستوي أداء عمل للمصارف الإسلامية.
7- توفير الأموال اللازمة لأصحاب الأعمال بالطرق المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية بغرض دعم المشروعات الاقتصادية النافعة .
12- تحقيق تضامن فعلي بين أصحاب الفوائض المالية و أصحاب المشروعات المستخدمين لتلك الفوائض عن طريق البنك الاسلامي، و ذلك بربط عائد المودعين بنتائج توظيف الأموال لدى هؤلاء المستخدمين ربحا و خسارة.
8- تشجيع الاستثمار و عدم الاكتناز من خلال إيجاد فرص وصيغ عديدة للاستثمار تتناسب مع الأفراد و الشركات .
أما الثاني فهدف عام يتعلق بدور المصرف الاسلامي بوصفه جزءا من النظام الاقتصادي الكلي، و يتركز حول التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للمجتمع, و ذلك من خلال اختيار المشروعات التي تساهم في تحسين توزيع الدخل أو منح القروض الحسنة أو إنشاء المشروعات الاجتماعية وذلك باستخدام عدة وسائل من أهمها:
1- العمل على تنمية و تطوير ثقة المواطنين بالنظام الاقتصادي الإسلامي.
2- المساهمة في انشاء مشروعات اجتماعية كالمستشفيات و المعاهد العلمية و الصحية المجانية.
3- محاربة الربا و الاحتكار, و قطع الطريق أمام أي ممارسة أو دعم لها.
4- تحقيق العدالة في توزيع الثروة، و ذلك بتوفير سبل التمويل لمستحقيها من صغار المنتجين و الحرفيين إضافة الى مد يد العون للمحتاجين سواء عبر الهبات أو تقديم القروض الحسنة.
5- تنمية الحرفيين و الصناعات الحرفية والبيئية والصناعات الصغيرة والتعاونيات باعتبارها جميعا الأساس الفعال لتطوير البنية الاقتصادية و الصناعية في الدول الإسلامية, و الإفادة من تجارب الدول الإسلامية التي تمت في هذا المجال و توسيع قاعدة الملكية و المشاركة في المجتمع.
6- تحقيق التكافل الاجتماعي بيم الأفراد من خلال الأنشطة الاجتماعية المختلفة.
7- جمع أموال الزكاة واستخدامها في المجالات المخصصة له.
8- بث روح الحياة في المنهج الاسلامي في المعاملات المالية عامة و المصرفي خاصة من خلال:
– الالتزام بالقواعد و المبادئ الاسلامية في المعاملات المالية و المصرفية.
– استيعاب و تطبيق الوضيفة الاقتصادية و الاجتماعية للمال في الاسلام.
– اعطاء المثال بالتزام السير على المنهج الاسلامي في استثمار و توظيف الأموال
9- تقديم البديل الإسلامي لكافة المعاملات المصرفية للتيسير على المسلمين.
10- الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية في أوجه النشاط و العمليات المختلفة التي تقوم بها البنوك الاسلامية, و اتباع قاعدة الحلال والحرام في ذلك .
و حتى تستطيع البنوك الاسلامية تحقيق أهدافها السابقة بالإضافة إلى توفير الخدمات المصرفية و الاستثمارية للمتعاملين لا بد لها من الانتشار بحيث تغطي أكبر قدر من المجتمع لتتمكن من تلبية مختلف إحتياجاتهم.
تشتد المنافسة بين المصارف في السوق المصرفية على اجتذاب العملاء, و هي في سبيل تحقيق ذلك تقدم لهم العديد من التسهيلات بالإضافة إلى تحسين مستوى أداء الخدمة المصرفية والاستثمارية المقدمة لهم. و حتى تستطيع المصارف الاسلامية أن تحافظ على وجودها بكفاءة و فعالية في السوق المصرفية لا بد لها من مواكبة التطور المصرفي وذلك عن طريق ما يلي:
- ابتكار و تطویر صیغ الاستثمار: حتى يستطيع المصرف الاسلامي مواجهة المنافسة من جانب المصارف التقليدية, فلإجتذاب المستثمرين لا بد من توفير التمويل اللازم لمشاريعهم المختلفة, و لذلك يجب على البنك الاسلامي أن يسعى لإيجاد الصيغ الاستثمارية الاسلامية التي يتمكن من خلالها من تمويل المشروعات الاستثمارية المختلفة، بما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية .
- ابتكار وتطویر خدمات مصرفیة: على المصرف الاسلامي أن يعمل على ابتكار خدمات مصرفية لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية . و يجب على المصرف الاسلامي ألا يقتصر نشاطه على ذلك، بل يجب عليه أن يقوم بتطوير المنتجات المصرفية الحالية التي تقدمها المصارف التقليدية بما لا يخالف أحكام الشريعة الإسلامية.
مقالات ذات صلة :
■ تعريف البنوك الإسلامية.
■ نشأة البنوك الإسلامية.
■ المصادر المالية في البنوك الإسلامية.
■ الفرق بين البنوك الإسلامية و البنوك التقليدية.